الدكتور محمد الصريدى يكتب: اتمنى ان تكون ازمتهم فعليا حماس
يبدو إن العرب مستمرون فى سياستهم تجاه القضية الفلسطنية فهم دائما لن يتحدثون عن القضية الفلسطينية منذ عقود لكنهم يفضلون مصلحتهم الشخصية عن مصلحة القضية.
واشعر انهم رغم أنهم تحدثوا لعقود من الزمن عن أن فلسطين قضيتهم المركزية، فإنهم لم يخلصوا لهذا في كل الأوقات والأحوال، وانصرفت كل دولة إلى مصلحتها المباشرة والضيقة، التي تناقضت أحيانا عند بعض الدول، أو كما تصور من يحكمونها، مع مصالح الشعب الفلسطيني.
هذه المرة الأمر مختلف، فهناك تطابق بين مصلحة الفلسطينيين، ومصلحة كل دولة عربية على حدة، إذ لو تمت تصفية القضية الفلسطينية، فسيتداعي كل شيء بعدها، وتُستباح أرض دول، وتتفتت أخرى، وتوضع ثالثة تحت ضغط شديد يحولها إلى كيانات هشة تابعة لا إرادة لها، وفي كل هذا تتساقط أنظمة حكم كأوراق الشجر في الخريف”
ومنذ فترة خرج علينا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على قناة “العربية” ليقول: فلتتنحى حماس إذا اقتضت المصلحة الفلسطينية ذلك.
ويبدو أن أبا الغيط يجهل التاريخ تماما، فقد حدث ما يطلبه الآن عشرات المرات في تاريخ العرب: طلب قادة الجيوش الغازية من الخلفاء والملوك والأمراء، أن يأمروا جندهم بإلقاء السلاح، وسيكون الناس آمنين، فلما ألقوه، ضربت الجيوش الغازية سيوفها في الأعناق، وقتلت المسالمين العزل قبل المحاربين.
الموضوع ليس “حماس” التي نختلف معها فكريا وسياسيا، لكنها “المقاومة” وأتعجب من أمين عام الجامعة العربية الذي ربما يعرف أن مقاومة الاحتلال مشروعة في القانون الدولي. في العموم، هذه الضربة من أبو الغيط، وعلى قناة العربية، ربما تشي بكثير مما هو قادم.
