إدمان الكحول عند النحل.. استبعاده من غذائها يرتبط بـ«أعراض انسحابية»
اليوم الاخباريالنحل مخلوق عجيب بقدر ما هو معجز في نشاطه وتكوينه ونمط حياته الهندسي الدقيق، مخزن من الإعجاز والأسرار يغترف منه العلماء، ولكنهم طرحوا سؤالا فريدا من نوعه حول إدمان النحل للكحول، وهل يمكن أن يقدم سلوكها تفسيرا؟
لاحظ العلماء أن شغالات النحل تعرضت لأعراض «انسحابية» عند استبعاد الكحول من غذائها، ومن ثم قد يكون سلوك النحل مفتاحا لباب كبير من الدراسات المستقبلية حول إدمان الكحول، وفقا لبحث علمي جديد.
وأظهرت الشغالات التي تغذت على طعام ممزوج بالكحول، وهو عبارة عن محلول سكروز مضاف إليه 1% من الإيثانول، أعراضا انسحابية لفترة طويلة من الوقت عندما استبعد ذلك الطعام من غذائها، حسبما أكدت الدراسة التي نشرتها مجلة «بيولوجي ليترز» العلمية ونقلتها محطة إيه بي سي الأمريكية اليوم الأربعاء.
والإيثانول هو مركب كيميائي عضوي ينتمي إلى فصيلة الكحوليات ويسمى الكحول تعميما، كما أنه مادة قابلة للاشتعال عديمة اللون تتكون من تخمر السكر، ويستعمل في المشروبات الكحولية وفي صناعة العطور.
ولاحظ الباحثون من أكاديمية العلوم البولندية أن شغالات النحل أظهرت زيادة ملحوظة في استهلاك «الإيثانول وزيادة أخرى طفيفة في معدل الوفاة، عندما توقف تقديم ذلك المحول لها.
وأكد الباحثون أن شغالات النحل سوف تكون مستعدة حينئذ لاستهلاك محاليل سكرية مع نسب تركيز كحولية تصل إلى 20%، ثم تبدي سلوكيات مشابهة لسلوكيات البشر الثمل بعد معاقرة الخمر، والتي تشمل ضعف الحركة والتنقل وتناول الغذاء والتعلم.
وأوضحت نتائج الدراسة أن النحل الشغالة استطاعت تطوير درجة من الاعتماد على الكحول، واللافت للاهتمام بوجه خاص أن الرحيق الذي يوجد بشكل طبيعي غاليا ما يتلوث بالكحول الذي يتخمر من الخميرة.
كما قدمت نتائج الدراسة دليلا جديدا على أن النحل تصلح لأن تكون نموذجا لدراسة إدمان الكحول، في حين تسخدم اللافقاريات على نطاق واسع في دراسة إدمان الخمور والمسكرات.
يذكر أن دراسة آخرى أثبتت أن النحل لا تستهلك بإرادتها الكحول فحسب، ولكن لديها ميل لإدمان الكحول أيضا.