الذكاء الاصطناعى والمسرح.. بين التهديد والابتكار
اليوم الاخباريدائماً يكون المجهول مخيفا ومقلقا للكثير، خاصة إذا كان هذا المجهول خاصا بالتكنولوچيا وتطورها السريع، فإذا عدنا بالزمن للوراء سنتذكر عندما بدأ الإنترنت في الظهور، كانت هناك مخاوف عديدة أصيبت بها شريحة كبيرة من الناس، وعلى جانب آخر كانت هناك نظرة تفاؤل لما سيحدث، وبعد أن اعتدنا عليه أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا سواء في العمل أو في العلاقات الشخصية أو في دراستنا، واليوم مع ظهور الذكاء الاصطناعي يظهر نفس القلق ونفس المخاوف على كل الأصعدة، ولكن دعونا اليوم نتحدث عنه مع المسرح، ففي المسرح نجد أن الذكاء الاصطناعي يقدم إمكانيات غير مسبوقة له، مما أثار التفكير هل حقاً سيكون إضافة للفنون المسرحية، هل ستكون هناك سلبيات ستلحق بنا، كيف سيؤثر على مستقبل المسرح.
ففي البداية دعونا نتحدث عن الإيجابيات التي من الممكن أن تحدث بوجود الذكاء الاصطناعي في المسرح، الذكاء الاصطناعي قد يوفر أدوات جديدة للمخرجين والكتاب لتطوير النصوص والمشاهد، كما أنه يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كتابة سيناريوهات جديدة، مما يفتح المجال لأساليب سردية مبتكرة تعكس القضايا المعاصرة، كما تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات الإنتاج، من تصميم الإضاءة إلى التأثيرات الصوتية، ويمكن استخدام البرمجيات لتحليل البيانات وتحسين الأداء الفني، مما يجعل العرض أكثر احترافية وجاذبية، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تفاعل الجمهور مع العروض، وذلك من خلال تطبيقات تفاعلية، يمكن للجمهور المشاركة في التجربة المسرحية، مما يجعلهم جزءًا من العمل الفني ويزيد من استمتاعهم.
وإذا ألقينا نظرة على سلبيات الذكاء الاصطناعي في الفنون المسرحية، سنجد أنه قد يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان اللمسة الإنسانية في العروض، فالمسرح كما نعلم جيداً يعتمد على العواطف والتفاعل بين الممثلين والجمهور، وقد يكون استخدام التكنولوجيا بشكل مفرط على حساب هذه الجوانب الأساسية، كما تثير استخدامات الذكاء الاصطناعي في المسرح بعض التساؤلات حول حقوق المؤلف. من الذي يمتلك حقوق العمل الذي تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يتم اعتبار الذكاء الاصطناعي ككائن مبدع، أم أنه مجرد أداة للمساعدة ؟ وقد يسبب الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي قلقًا بشأن فقدان المهارات التقليدية، إذا أصبحت التكنولوجيا هي المهيمنة، فقد يفقد الفنانون جزءًا من مهاراتهم التي اكتسبوها عبر السنوات.
ولكن في الحقيقة أنه في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يشهد المسرح تحولًا جذريًا، يمكن أن يتعاون الفنانون مع التكنولوجيا لإنشاء تجارب جديدة تدمج بين الأداء البشري والذكاء الاصطناعي، وقد تتشكل أشكال جديدة من المسرح، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي ليس كبديل، بل كرفيق في عملية الإبداع، ففي المستقبل، يمكن أن تتوسع العروض المسرحية لتشمل عناصر تفاعلية تعتمد على تفضيلات الجمهور، مما يجعل كل عرض تجربة فريدة، بالإضافة إلى ذلك، قد تفتح التكنولوجيا آفاقًا جديدة أمام المسرحيين للوصول إلى جمهور أوسع من خلال العروض الافتراضية.