الجفاف يعصف بالعالم.. يهدد بنقص المحاصيل بنسبة 50% فى البرازيل
اليوم الاخبارييستمر تغير المناخ في التأثير سلبا على العالم، حيث تسبب في موجة جفاف كبيرة عصفت بالمحاصيل والحيوانات، وتعانى مقاطعة الاندلس الإسبانية منذ أكثر من 93 شهرا من ويلات الجفاف الشديد الذى بدأ في مارس 2016، وباتت تعانى من أسوأ موجة جفاف منذ عام 1961، حتى أنها تهدد بنقص المحاصيل بنسبة 50%.
وأشارت صحيفة البوبليكو الإسبانية إلى أنه لا توجد أى علامات على انتهاء تلك الأزمة قريبا، وأكدت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية أن متوسط الجفاف الجوى فى الأندلس هو أطول فترات الجفاف منذ عام 1961، حيث أن هذا الجفاف الذى تعانى منه الأندلس له تداعيات بشكل رئيسى على القطاع الأولى، ويصرخ المزارعون ومربو الماشية الأندلسيون طلبا للمساعدة فى التخفيف من العواقب، ويؤكد الكثيرون أن إنتاج المحاصيل الزراعية سيكون أقل بنسبة 50% عن العام الماضى.
وأعلنت وزيرة الزراعة والمياه والتنمية الريفية فى حكومة الأندلس الإقليمية، كارمن كريسبو أنها ستطلب من الحكومة المركزية عقد اجتماع المائدة المستديرة للجفاف "بشكل عاجل" لمعالجة حالة "الجفاف الشديد" التي يعانى من كلا من المزارعين ومربي الماشية.
هذا بالإضافة إلى إقليم كتالونيا الذى قررت حكومته فرض قيودا صارمة على المياه، وإعلان الطوارئ، بدءا من يناير المقبل، وذلك بسبب موجة الجفاف الشديدة التى يعانى منها الإقليم وسط تغييرات مناخية كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجفاف وصل فى كتالونيا إلى أبعاد حرجة، وأصبحت التدابير التى اتخذتها الحكومة الشهر الماضى، لا تسفر عن نتائج ملموسة، ووفقا لوزير العمل المناخى والأغذية والأجندة الريفية، ديفيد ماسكورت، فإنه على الرغم من جهود المواطنين لتقليل استهلاك المياه، مع حالة الطوارئ التي تم إعلانها منتصف ديسمبر فإن الوضع تفاقم، ودفع الجفاف، الحكومة إلى العمل على اتخاذ تدابير آخرى جديدة لمكافحة الأزمة.
اما في زيمبابوي، فإن الجفاف أدى إلى نفوق 100 فيل فى الحديقة الوطنية وذلك بسبب تأثير تغير المناخ، وظاهرة النينو الجوية.
ووفقا لصحيفة "لينيا ديريكتا" الإسبانية فإن السلطات حذرت من التأثيرات السلبية لظاهرة النينو والتغير المناخى الذى يسبب موجة جفاف شديدة، مشيرة إلى أن هناك احتمالات كبيرة بنفوق المزيد من الأفيال مع استمرار أزمة قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في المناطق الجنوبية.
كما تحدث الصندوق الدولي لرعاية الحيوان ضد هذه المشكلة، وهى المنظمة التي وصفت الوضع بأنه أزمة ليس فقط للأفيال، ولكن للحيوانات الأخرى.
وقالت تيناشي فاراوو، المتحدثة باسم هيئة إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في زيمبابوي: "إن ظاهرة النينيو تجعل الوضع الصعب بالفعل أسوأ".
كما مددت ثانى أكبر مدينة في زيمبابوي تقنين المياه، لمدة 48 ساعة، بعد انخفاض منسوب السدود، بسبب قلة سقوط أمطار، وهو ما ألقت السلطات باللوم فيه على ظاهرة "النينو" المناخية.
وفى منطقة الأمازون، فيتوقع العلماء أن عام 2024 سيكون أسوأ من العام الجارى، حيث أن موجة الجفاف أدت إلى نفوق عدد من الدلافين الوردية، ونفق أكثر من 178 دولفين منذ بداية العام، ومن المتوقع أن تشتد أثار هذا الوضع العام المقبل.
وفى البرازيل، لا يزال الجفاف يؤثر على العديد من المحاصيل، منها فول الصويا والذرة ، حيث ينخفض الإنتاج بنسبة 20% و25% على التوالي ، حسبما قالت وكالة برازيليا.
وشدد التقرير الذى نشرته الوكالة على أن "الحرارة والجفاف يؤثران على إنتاجية فول الصويا في الولاية ويجب أن يتسببا في انخفاض مساحة الذرة من الدرجة الثانية"، وبالإضافة إلى نقص المياه، تتوقع البرازيل موجات حارة ستكون بمثابة ضربة قاتلة.
كما تؤثر موجة الجفاف الشديدة على قناة بنما، حيث تسببت في ضغوطا كبيرة على أسعار استئجار سفن الشحن، وأدى الجفاف الى ضرب التجارة العالمية عبر قناة بنما.
وأشارت صحيفة الاكونوميستا الإسبانية إلى أن القيود الجديدة التي تم اتخاذها في قناة بنما أدت إلى إجبار السفن على استخدام طرق أطول وأكثر تكلفة أو الانتظار لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع حتى يأتي دورها لعبور القناة .
وأدى انخفاض منسوب المياه في قناة بنما إلى تعطيل التجارة العالمية من خلال إجبار شركات الشحن على اتخاذ مسارات أطول ودفع رسوم شحن أكثر تكلفة، وقد تسبب الجفاف الشديد في نقص المياه اللازمة لتشغيل الأقفال بشكل صحيح، لذلك قامت هيئة قناة بنما بتقييد عبور السفن هذا الخريف. حاليًا، يُسمح فقط بعبور 22 يومًا، مقارنة بـ 35 في الظروف العادية. وفي فبراير، سينخفض هذا العدد إلى 18 يوميًا.
قناة بنما قناة بنما
ولتجنب الانتظار لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع لعبور القناة، تستخدم بعض السفن التي تنقل المحاصيل من أمريكا إلى آسيا طرقًا أطول وأكثر تكلفة بكثير، وتهدد تكاليف النقل المرتفعة بخفض الطلب العالمي من موردي الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، الذين تنازلوا بالفعل عن حصتهم في السوق للبرازيل في السنوات الأخيرة، وفقا للوكالة.
وقال محللون إن القيود قد تستمر في عرقلة شحنات الحبوب حتى عام 2024، عندما يبدأ موسم الأمطار في المنطقة بملء الخزانات وعودة الشحنات إلى طبيعتها في أبريل أو مايو.