اعلان أمريكي فرنسي بوقف إطلاق النار في لبنان
الصحفي عبد الباسط صابر اليوم الاخباري-*اعلان أمريكي فرنسي*-
*يفترض وفقاً لبعض التقارير الصحفية ان يتم صدور اعلان امريكي فرنسي مشترك عن وقف اطلاق للنار بين لبنان ودولة الاحتلال خلال ساعات..
يتضمن هذا الإعلان خطة واضحة ببنود وجدول زمني، يتضمن سحب حزب الله لسلاحه شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني ما بين جنوب نهر الليطاني والحدود اللبنانية الفلسطينية، ما يعني عملياً ابعاد حزب الله عن شمال فلسطين المحتلة، او ما يعرف بــ شمال إسرائيل" حيث مناطق لواء الشمال ولواء حيفا وغور الأردن.
القرار يتضمن لجنة متابعة "عسكرية" تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى يونيفيل UNIFIL (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) التي تأسست عام 1978 ابان الاجتياح الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان.
متى يتم صدور هذا الإعلان الأمريكي الفرنسي، فهذا يعني ان ايران قد وافقت، وحزب الله قد رضخ لهذه الموافقة، نحن امام هزيمة شاملة لمشروع حزب الله خاصة جناحه العسكري، وللمرة الأولى الدولة اللبنانية تبسط سيطرتها على جنوب لبنان منذ كارثة اتفاق القاهرة 1969 حينما قامت الأنظمة العربية المهزومة في يونيو 1967 بتسليم جنوب لبنان لمنظمة التحرير الفلسطينية لشن هجمات على فلسطين المحتلة، وذلك بعد فشل القاهرة ودمشق في توفير منصة للمقاومة الفلسطينية انطلاقاً من الأراضي المصرية او السورية إضافة الى ما فعله ياسر عرفات في الاردن، فوجدها ياسر عرفات فرصة لصنع امارته الخاصة في جنوب لبنان وتوالت الاحداث باندلاع الحرب الاهلية اللبنانية ودخول سوريا وإسرائيل وايران الى لبنان.
ما هي تداعيات وقف اطلاق النار بين إسرائيل ولبنان؟
اولاً .. تسعى إدارة جو بايدن لتفويت الفرصة على دونالد ترامب للظفر بهذا المشهد وانه صانع سلام في لبنان.
ثانياً .. فشلت إسرائيل في تنفيذ هدف امريكي يتعلق بطرد يونيفيل من لبنان، وكانت الولايات المتحدة تسعى لتفكيك يونيفيل نظراً لهيمنة الجيش الفرنسي والإيطالي على القوة الأممية، بينما تسعي أمريكا اليوم، أمريكا بوش الابن واوباما وبايدن، الى ان تسحب هذا التواجد العسكري من باريس وروما لصالحها، في اطار خلاف داخل المعسكر الغربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يسعي الى تصفية النفوذ الفرنسي والإيطالي وأيا من بقايا الامبراطوريات القديمة لصالح المحور الانجلوساكسوني الذى بدوره يشهد صراع داخلي في اطار سعي واشنطن لوارثة النفوذ البريطاني في كل ركن في العالم.
تسعى إسرائيل – بتكليف امريكي ايضاً – الى تفكيك أونروا UNRWA (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) التي تأسست عام 1949، ولا تزال إسرائيل تعمل على هذا الهدف.
المغزي الأمريكي هنا هو تفكيك كل ما هو متعلق بمنظمة الأمم المتحدة، التي حاولت أمريكا علناً تفكيكها عامي 2001 و2002 في سنوات جورج بوش الابن ولكن عدداً من الدول حول العالم شكلت رأى عام معارض لهذا التوجه لذا لجأت واشنطن الى حرب الغاء هادئة لكل ما هو متعلق بالمنظمة.
ثالثاً.. الجيش الأمريكي يعود ل لبنان للمرة الاولي منذ انسحابه عام 1984.. 40 عاماً منذ قرار رونالد ريجان – جورج بوش الاب.
رابعاً.. فشلت إسرائيل في الزحف البري على جنوب لبنان، حيث كان يأمل حكام دول الاحتلال في الوصول الى ما بعد نهر الليطاني وتحديداً الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
تداعيات تصعيد سبتمبر 2024 لليوم على لبنان وحزب الله.. تم تصفية الصف الأول والثاني من حزب الله، تصفية القيادات التاريخية المتبقية وقادة الجناح العسكري، تصفية سلاح الإشارة وشبكة الاتصالات والبنية التحتية واللوجستية لحزب الله، إضافة الى قوة الرضوان والجناح الاقتصادي والمصرف/البنك الخاص بحزب الله وشبكة من اعماله التجارية داخل لبنان..
تم تصفية ضباط الاتصال بين حزب الله وميلشيات ايران في سوريا والعراق والضابط المسؤول عن فتح جبهة الجولان السوري المحتل، تم تصفية ضابط الاتصال بين حزب الله والقوى السياسية اللبنانية، تم تصفية كافة عناصر حزب الله التي استهدفت الوجود العسكري الأمريكي في لبنان خلال ثمانينات القرن العشرين او العراق عقب حرب الــ 2003.
تم تصفية حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ونبيل قاووق.. تم تفكيك دويلات ايران/حزب الله في لبنان: مملكة الجنوب، إمارة الضاحية الجنوبية، كما تضررت بعلبك التي تعد ثالث اكبر تجمع لإيران/حزب الله في لبنان بعد الجنوب والضاحية الجنوبية.
على صعيد لبنان، مليون ونصف نازح ما بين نزوح داخلي او الى سوريا والعراق، تم توطين شيعة لبنان الهاربون الى العراق في مناطق الشيعة بالجنوب في النجف وكربلاء على الحدود العراقية السعودية.. كافة محافظات لبنان تم قصفها.. تمت معاقبة البيئة الحاضنة لحزب الله اى أهالي الطائفة الشيعية بالحصة الكبرى من الضرابات الجوية، إضافة الى ضرب كافة فصائل لبنان من اجل تأليبهم على حزب الله وشيعة لبنان، أسلوب التهجير الذى اشرف عليه حزب الله لم يكن عشوائياً بل تناغم مع مخطط أمريكا في تهجير الشيعة لمناطق الدروز والموارنة في الجبل وبيروت او مناطق السنة في طرابلس، وكان الهدف هو فتنة تؤدى الى اشعال حرب أهلية ولكن المسعي الأمريكي الإيراني الإسرائيلي قد فشل.
تفشي البطالة والامراض وانهيار البنية التحتية للدولة وتعليق العمل والدراسة.. المزيد من الانهيار لعملة الليرة اللبنانية.
يسعي لبنان الى خطة دولية لإعادة الاعمار، التملص من الوصاية الإيرانية السورية وانتخاب رئيس للدولة والذهاب لانتخابات برلمانية في موعدها عام 2026.
وتسعى ايران الى إعادة تأهيل حزب الله سياسياً وعسكرياً على أمل ان يشكل حائط صد مرة أخرى عن طهران في جولة مقبلة.
اعلام الممانعة ومن خلفة شرذمة اليسار والاسلامجية والليبراليين سوف يطبلون ان هنالك انتصار ما في كل هذا، وسوف تجد من يطبل لكل هذا الهراء في انشودة من الجهل السياسي وحالة الانكار تليق بعقول لم تتفهم بعد انها جمهور في مسرحية رخيصة أدت لضياع خمس دول عربية (فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، اليمن) وسادسهم هي ايران نفسها.
⇧