قرار المحكمة الجنائية الدولية

*قرار المحكمة الجنائية الدولية* *مذكرة اعتقال الجنائية الدولية في حق مجرم الحرب النتنياهو ووزيره جالانت، برغم أنها غير ملزمة للولايات المتحدة لكنها سوف تضع عديد من الضوابط على سياستها العامة، وتعطي مزيد من التفسيرات لما حدث طوال أكثر من عام : أولا: القرار ترجمة لسياسات بايضون والولايات المتحدة خلال العام الماضي بتشريع وتبرير جريمتين من أكبر جرائم البشرية وهما (العبودية والإبادة الجماعية) في هذا العام المنكوب عادت الولايات المتحدة لثقافة الكاوبوي والإبادة الجماعية للسكان الأصليين التي قامت عليها، وقرار الجنائية يفضح هذه الثقافة المتمثلة في تمويل بايضن لمجرم الحرب النتنياهو بأكثر من 130 ألف طن سلاح، وأكثر 6 فيتو بمجلس الأمن لحمايته، ودعم سياسي وعسكري لا متناهي لاستمرار جريمة الإبادة دون توقف. . ثانيا: «ترامب» لن يلتزم بالطبع بحكم المحكمة، خصوصا أن دولته لم توقع على اتفاقية إنشائها، لكنه مع ذلك سيصبح مقيد «معنويا» بعدم تعظيم أفعال نتنياهو مثلما فعل المجنون بايضون باستضافته في الكونجرس ليلقي خطابا للشعب الأمريكي.. فرمزية المحكمة عند الأوروبيين والإنسان الأبيض كبيرة، لكونها معترف بها في الثقافتين الفرانفكونية والأنجلوساكسونية اللتان تمثلا عمقا فكريا وثقافيا كبيرا للشعب الأمريكي. . ثالثا: أي تصدير سلاح لإسرائيل مستقبلا سوف يشرعن في المقابل دعم روسيا بالسلاح من حلفاءها ، وخصوصا من الصين، فالذي كان يمنع الصينيين في الإعلان عن ذلك هو قرار المحكمة الجنائية باعتقال «بوتين» خشية تضرر علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، ولكن الآن سيمتلك الصينيون المسوغ الأخلاقي والقانوني لدعم روسيا بالسلاح في حالة التصعيد في أوكرانيا. . رابعا: فعليا نتنياهو كأكبر مسؤول إسرائيلي صار مقيدا من السفر لأغلبية دول العالم، ولأهمها على الإطلاق في أوروبا، فلا يمكنه السفر لأوروبا وإلا سيجري اعتقاله، خصوصا بعد أن أعلنت عدة دول أوروبية مهمة وفي مقدمتها ايطاليا وهولندا وأسبانيا وسلوفينيا التزامها بتنفيذ قرار المحكمة إذا حط النتن على أرضها ، وعليه فمستقبل الرجل السياسي انتهى على الأقل أوروبيا ، ويكفي هذا الجانب المعنوي من صدور هذا القرار المهم و هو أن "النتنياهو" صار مجرم حرب و ملاحق قانونياََ و لا يستطيع السفر بحرية إلى دول كثيرة على مشتوى العالم كما الحال سابقاََ لأن هناك دول ملزمة بتوقيفه و تسليمه بإعتباره مجرم هارب من العدالة. . خامسا: ستفتح مذكرة الاعتقال الباب لمحاكمة كل داعمي إسرائيل بالسلاح والدعايا والسياسة، وفي مقدمتهم مسئولي الولايات المتحدة إذا لم تتوقف الحرب أو تنتهج إسرائيل سلوكا مغايرا وتتوقف فورا عن المجازر الواسعة ضد المدنيين في غــ،ـزة و لــبـنــــان . سادسا: برغم ما للقرار من بعد قانوني أوروبي غير ملزم للعديد من القوى العظمى كأمريكا وروسيا والصين، لكن رمزية المحكمة بوصفها كيانا قضائيا دوليا له (بعد ثقافي كبير) سيدفع كافة النخب المثقفة من كُتّاب ومغكرين وميقفين وفنانين ومشاهير وإعلاميين..وغيرهم لعدم الدفاع عن إسرائيل، أو على الأقل فقدان الحماسة لذلك.. . سابعا: مشروعات التطبيع العربي مع الكيان في ظل القرار باعتقال زعيمه بتهمة جرائم حرب، تم تعطيلها وإفراغها من معناها، فهذه المشروعات التطبيعية قامت بالأساس على الترويح لفكرة (إيمان إسرائيل بالسلام) وهذا الإدعاء أو الوهم تم نسفه تماما بحكم المحكمة وثبت زيفه ليس فقط من خلال حرب الإبادة الحالية، ولكن في تصديق المجتمع الدولي على وحشية إسرائيل وتنكرها لكافة القوانين والشرائع ... . باختصار: رغم كل شئ ، فإن قرار المحكمة بكل الأحوال هو قرار تاريخي، سيكون له بالفعل آثار على بعض سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الداعمة للكيان. ------------------ أ. عبدالباسط صابر ✍️