اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الأخبار

التعيينات الجديدة في امريكا

وزارات ترامب الجديدة في امريكا
وزارات ترامب الجديدة في امريكا
ترامب والتعيينات الجديدة الخميس ١٤-١١-٢٠٢٤ ينتظر العالم التعينات الجديدة للوزارات والمناصب الحساسة التي سيقوم بها ترامب عبر الأيام والأسابيع القادمة ، لأنها ستعطي إشارات عن توجهاته في السياسة الداخلية والخارجية. ولابد الأخذ في الإعتبار أن هناك عاملان مهمان لابد الإلتفات لهما في هذا الموضوع: أولاً: لابد من توخي شديد الحرص في التأكد من أن الأسماء المرشحة المعلنة تجيء من ترامب أو حملته الإنتخابية وليست التكهنات التي يقوم بها الإعلام. لأنه في أول ألأيام بعد فوز ترامب نشرت الكثير من الصحف أن ترامب سيرشح إما بومبيو أو كوتون لمنصب وزير الدفاع وكلاهما من أعتى الصقور وهذا يعني أنه سوف يكمل في سياسة الحرب التي أنتهجها بايدن ، وأيضاً يعني أنه لا تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية. ثم إتضح أن هذا الخبر ملفق وقامت الصحف التي تعتبر أبواق للمؤسسات المخابراتية بالترويج له في محاولة نشر البلبلة بالنسبة لصورة قيادة ترامب المستقبلية. خصوصاً أنه فعلاً أعلن عن تعيين إليز ستفانك كسفيرة أمريكا لدي الأمم المتحدة. وهي من الصقور بقوة وهي التي إستجوبت رؤساء الجامعات التي قام فيها الطلاب بالتظاهر السلمي والاعتصام ضد إسرائيل لإبادتها الجماعية للفلسطينيين في غزة. وكانت نتيجة تحقيقاتها إستقالة إثنين من رؤساء اكبر الجامعات في امريكا. وتعتبر هذه إشارة مزعجة أن ترامب يتجه نحو تعيين الصقور في إدارته من المتشددين للصهيونية ، أي أن إتجاهه هو نحو الحرب وليس السلام. وعين أيضاً توم هومان ليكون “قيصر الحدود” وهذا يطمئن الأمريكيين أنه جاد في الحد من الهجرة الغير شرعية التي سمح بها بايدن بشكل مطلق. وثانياً: لابد أن نعرف أن هناك الكثير من المناصب العليا في الحكومة الجديدة لابد أن يعرض المرشحين لها على الكونجرس الذي يقوم بإستجوابهم قبل قبول ترشيح ترامب لهم لهذه المناصب. وطبعاً لو كان للجمهوريين الغلبة في مجلسي النواب والشيوخ فسيتمكن ترامب من تعيين كل من يريد في إدارته القادمة لأنه لن يلاقي إعتراض من الكونجرس المكون من المجلسين. والجمهوريين قد سيطروا بالأغلبية على مجلس الشيوخ ، ولكن مازالت الإنتخابات جارية لمجلس النواب، حيث حصل الجمهوريين على ٢١٥ مقعد أمام حصول الديمقراطيين على ٢١٠ مقعد. والأغلبية تكون لمن يحصل على ٢١٨ مقعد. أعلن الفريق الإنتقالي لترامب عن تعيينه النائب في مجلس النواب مايك والتز Mike Waltz لمنصب مستشار الأمن القومي والذي يعتبر “خبيراً في المخاطر الصادرة عن الصين وروسيا وإيران والإرهاب الدولي”. ومن بين مهامه إدارة وتنسيق أعمال كافة الأجهزة الحكومية الأمريكية الخاصة بالملفات الأمنية.وكان ترامب قد عيّن في إدارته السابقة ، جون بولتون لهذا المنصب ، والذي دمر مساعي ترامب للمصالحة مع كوريا الشمالية. وهذا هو المنصب الذي يشغله جيك سوليفان حالياً والذي يقال أنه يقود السياسة الخارجية في إدارة بايدن. وبذلك نعرف أنه منصب هام وحساس جداً في أي إدارة أمريكية. أعلن ترامب أنه قد عيّن سوزي ويلز التي كانت رئيسة حملته الإنتخابية والتي أوصلته للرئاسة ، في منصب قوي جداً وهو رئيسة لموظفي البيت الأبيض ، وبذلك يتحكم ترامب فيمن يعين داخل البيت وأنهم من الموالين له وليسوا ممن لديهم ميول معادية لسياساته كما حدث في فترة ولايته السابقة. ثم أعلن عن تعيين كل من إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لقيادة “وزارة كفاءة الحكومة” الجديدة. وقال ترامب: “معا، سيمهد هذان الأمريكيان الرائعان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية”. واعلن ماسك عبر منصة إكس أنه “سيتم نشر جميع إجراءات إدارة الكفاءة الحكومية على الإنترنت لتحقيق أقصى قدر من الشفافية وأن الوزارة ستحتفظ أيضا بجدول “قادة الإنفاق الأكثر غباء وأهدرت بجنون أموال دافعي الضرائب الأمريكيين”، ووصف عمل القسم الجديد بأنه “تهديد للبيروقراطية”. والجدير بالذكر أن كل من ماسك وراماسوامي ليسوا من الصهاينة. ما لم يصدر مباشرة من ترامب أو حملته الإنتخابية بل نشر في الكثير من الصحف هو ترشيح ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية. وروبيو يعتبر من الصقور العتاة وكان من أكثر مشجعي حرب أوكرانيا ومساندتها بكل الأموال والأسلحة الممكنة. ولكن في أخر ظهور له إعترف بأن حرب أوكرانيا هي حرب خاسرة ومن الأجدر الخوض في حروب منتصرة. وقد يكون هذا التصريح هو الذي لفت نظر ترامب لروبيو. فقد يستخدم ترامب روبيو في مفاوضات إنهاء هذه الحرب الخاسرة في أوكرانيا ، وأيضاً في إرسال رسالة إلى العالم ، وبالأخص إلى الصين ، أن أمريكا مازالت في أقوى حالاتها ومازالت قادرة على الحرب بدليل تعيين أحد الصقور لهذا المنصب. وهذا هو أسلوب ترامب في إبرام صفقاته ، إذ يوهم الخصم بقدراته حتى يتمكن من جني كل ما يمكن جنيه. ولم يرشح ترامب روبيو رسمياً بعد ، وقد يكون نشر الخبر إعلامياً فقط هو طريقة جس النبض التي تسبق إتخاذ أي قرار مهم. وماركو روبيو أيضاً من اشد مساندي إسرائيل. إختيار ترامب لترشيحه لوزير الدفاع أذهل الجميع بما فيهم وزارة الدفاع نفسها لأنه إختار للتزكية لهذا المنصب والذي يتوقف على موافقة الكونجرس ، مذيع فوكس نيوز والمقاتل السابق “بيت هيجسيث الذي ليس لديه خبرة في هذا المجال ولم يختبر على الصعيد العالمي لتولي إدارة أكبر وأقوى جيش حسب توصيف الجريدة التي أذاعت الخبر. قد يقوم هيجسيث بتغيرات جذرية للقوات المسلحة لأنه أعرب بصراحة عن معارضته لبرامج ال”woke” التي تعزز “المساواه والإندماج”. وتسال عن دور النساء في القتال ودعا إلى العفو عن أفراد الخدمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب. ويبدو أن إختيار ترامب له هو لأنه سيخلص القوات المسلحة من برنامج “اليقظة” الذي جعل من القوات المسلحة أضحوكة عالمية وأثر سلباً على عدد المتطوعين للخدمة مما أثر على قدرة القوات المسلحة الدخول في أي حرب. وقال النائب آدم سميث من واشنطن، وهو الديمقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: “هناك ما يدعو للقلق من أن هذا الشخص ليس صانع سياسات جادًا بما يكفي، أو منفذ سياسات جادًا بما يكفي للقيام بعمل ناجح”. وهيجسيث معروف بميوله الصهيونية القوية. وقال ترامب في بيان: “يسعدني أن أعلن أن الحاكم السابق لولاية أركنساس المحترم للغاية، مايك هاكابي، قد تم ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل”. وإذا تم تأكيد ترشيح هكابي من الكونجرس، فسوف يكون أول شخص غير يهودي يتولى المنصب منذ عام٢٠١١. وقد شارك في حملة ترامب الإنتخابية هذه، وشارك معه في العديد من الفعاليات، بما في ذلك في ولاية بنسلفانيا في اللحظات الأخيرة من السباق. وخلال حملته الرئاسية في عام ٢٠١٦، تبنى هكابي موقفًا محافظًا للغاية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، رافضًا فكرة “الضفة الغربية المحتلة”. وبدلاً من ذلك، أشار إلى المنطقة باستخدام المصطلح التوراتي “يهودا والسامرة”. هاكبي أول مسيحي صهيوني يتولى هذا المنصب ، وكانت هناك تلميحات في برنامج القاضي نابوليتانو عن هذا الترشيح أنه قد يرى بنفسه إسرائيل على حقيقتها مع عمله هناك. ولكن هذا منصب آخر كبير ومؤثر يذهب لرجل معروف بميوله الصهيونية القوية. اختار ترامب المدير السابق للمخابرات الوطنية جون راتكليف لقيادة وكالة المخابرات المركزية. شغل راتكليف، وهو عضو جمهوري سابق في الكونجرس من تكساس، منصب مدير المخابرات الوطنية خلال الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب الأولى، حيث قاد وكالات التجسس التابعة للحكومة الأمريكية أثناء جائحة فيروس كورونا. وهو المحامي الذي دافع عن ترامب عندما حاول الحزب الديمقراطي إقصائه عن الرئاسة في فترته الأولى. إنه إختيار أكثر تقليدية لهذا الدور، والذي يتطلب تأكيد مجلس الشيوخ، وهو من بعض الموالين المزعومين الذين دفع بهم بعض أنصار ترامب. اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب النائبة السابقة تولسي جابارد لتكون مديرة الاستخبارات الوطنية. انضمت جابارد، الديمقراطية السابقة، إلى الحزب الجمهوري في عام ٢٠٢٤ وأيدت ترامب للرئاسة. وإذا تم تأكيد تعيينها من قبل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، فسوف تشرف جابارد على مجتمع الاستخبارات الأمريكي، الذي يشمل وكالة الأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي. ترشحت للرئاسة في عام ٢٠٢٠، حيث وضعت نفسها كمرشحة مناهضة للحرب وانتقدت تورط الولايات المتحدة في الحروب في العراق وسوريا. حتى كتابة هذا المقال ، لم تصدر أي تصريحات عن أسماء مرشحة لأي مناصب أخرى. ولابد من ذكر أن دونالد ترامب الإبن كان قد كتب على منصة إكس أن الإدارة الجديدة لترامب ستكون خالية من أي صقور (Neocons) (المحافظين الجدد) المتشوقين دائماً للحرب. ولكن حتى الآن قد يكون الجميع من هؤلاء ، ماعدى إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي وتولسي جابارد. وهذا الوضع أزعج القاضي نابوليتانو جداً وكل ضيوفه الذين كانوا يأملون في إدارة تلفظ منهج الحرب وتساعد على إعادة السلام في العالم. لكن كل من ورد إسمه حتى الآن يحاولون تأجيج الحرب ضد الصين وجميعهم يساندون إسرائيل بشكل كامل ، حتى أن ماكس بلومنثول قال أنها ليست حكومه “ماجا”MAGA (Make America Great Again) بل هي حكومة “ميجا” MIGA (Make Israel Great Again). وفي حديث ماكس بلومنثول مع القاضي نابوليتانو في الرابط التالي ، فند الكثير من سوابق أعمال هؤلاء ليظهر مدى فسادهم أو مدى انحيازهم التام لإسرائيل. يبدو أن في نظر ترامب أهم صفة في كل واحد ممن رشحهم أو عينهم حتى الآن هي صفة الولاء له شخصياً وأن البعض منهم لديه توجه جزئي يتوافق مع توجه ترامب في المجال الذي عين فيه مثل من عينه لحماية الحدود ومن عينه لإصلاح القوات المسلحة من برنامج “اليقظة”. لكن غالبية الآخرين يبدوا متشددين للحرب وغالباً أيضاً لمساندة إسرائيل. وعندما سأل القاضي نابوليتانو كيف يرى ماكس الحل لذلك ، رد ماكس قائلاً أن الأمل الوحيد هو في الصواريخ الباليستية الإيرانية. أخر الأخبار ترامب يعين النائب عن فلوريدا مات جيتز في منصب المدعي العام. رأيي الخاص: الشئ المشترك بين جميع التعينات الجديدة أنهم موالين لترامب ويبدو أن هذا هو ما إفتقده في الولاية السابقة. وكون أنه كوّن وزارة جديدة ووضع على رأسها إثنان من أنجح الشباب في أمريكا وتختص هذه الوزارة بإعادة تنظيم الحكومة الفدرالية بمراجعة كل القوانين التي تحكمها وبمراقبة الصرف المالي عليها ، فهذا ينبئ بأنه فعلاً يريد السيطرة على هذه الحكومة، لأن التحكم في مدى الصرف هو القياس الأمثل لذلك. وشخصيات الإثنين ، إيلون ماسك الذي هو ثاني أغنى رجل في العالم ومخترع عبقري ناجح ، وفيفيك راماسوامي الذي كان مرشح للرئاسة السابق ، تدل على أنهما لديهما الخبرات اللازمة للقيام بهذا العمل. ثم تعيين تولسي جابارد للإشراف على مجتمع الإستخبارات الأمريكيه ، والتي كانت الأداة التي حارب بها الحزب الديمقراطي ترامب من كل جهة ، فهذا دليل على أنه في هذه المرة يتوخى شديد الحرص في تأمين نفسه كي يتمكن من إتمام هدفه بالسيطرة على الجهات التي تهدد حكمه في الداخل. تعيينه للكثيرين ممن لهم ميول صهيونية في أول التعيينات المعلنة قد يكون لتهدئة المعارضة الديمقراطية ، لأنه يمكنه تغيير هؤلاء بآخرين لو لم يقوموا بالدور الموكل لهم كما يريد. وأيضاً لأنه قَبِل تبرع ميريام أيدلسون الصهيونية ب١٠٠ مليون دولار لحملته الإنتخابية ، فلابد من إظهار إمتنانه بهذه الطريقة التي يمكن التراجع عنها بعد فترة. قد أكون مخطئة تماماً في هذا السرد لكن ترامب ذاق الكثير من الحزب الديمقراطي وهو رجل ذكي وقد تعلم الدرس القاسي وعرف كيف يستخدم الدهاء للبقاء. هل هذا الدرس قد جعله يغير مبادئه؟ كل الإحتمالات واردة. وهذا ما يظنه كل من سانده مؤخراً ليصل للرئاسة هذه المرة مثل القاضي نابوليتانو. ولكني أظن أنه يريد المرور في أول فترة توليه بأقل معارضة داخلية ممكنة لأن الوضع العالمي في منتهى الخطورة ويستوجب الإنتباه الكامل. وقد أكون مخطئة تماماً في هذا التقييم والأيام وحدها هي التي تحكم. حفظ الله العالم من ويلات الحروب ترامب وأوروبا 13 نوفمبر 2024 الأربعاء ١٣-١١-٢٠٢٤ في فترة رئاسته السابقة إتخذ ترامب عدة قرارات كانت صادمة للعالم أجمع لكنها أضرت أوروبا على الأخص. فأول ما فعله هو الإنسحاب من إتفاقية المناخ التي كانت قد وقعتها أمريكا في باريس. ومعنى ذلك هو أن أمريكا لن تتحمل العبئ الأكبر من المصاريف في هذه الإتفاقية. وبعد ذلك بدأ يخرج من عدة إنقاقيات وكلها تصب في خانة توفير الأموال الأمريكية. ثم بدأ يلمح إلى الخروج من الناتو وحتى تقليص مساعدات أمريكا للأمم المتحدة. ولكن الإتفاقية التي أضرت أوروبا فعلياً بإنسحاب أمريكا منها كانت الإتفاقية النووية مع إيران. وبالرغم من أن ترامب قال أنها أسوأ إتفاقية على وجه الأرض لأنها لم تكن كافية في مراقبة تطورات إيران النووية. وأضيرت أوروبا كثيراً بعدم توريد إيران اليورانيوم الذي تحتاجه أوروبا لتشغيل محطاتها الكهربائية بناءً على العقوبات التي فرضتها أمريكا عليها. والتهديد الذي نطق به ترامب عن الخروج من الناتو ، كان له أثر كبير على الأوروبيين. لأن الناتو هو الأداة الرادعة لأي هجوم روسي منتظر. وأغلب المصاريف تتكفل بها أمريكا. فلو أنسحبت أمريكا من الحلف فهذا سيجعله أضعف مما كان علية من قبل. وهذا يعني إنسحاب أمريكا من حلف ولد خصيصاً لحماية أوروبا من أي إعتداء روسي عليها. ثم جاء بايدن للحكم وتنفس الأوروبيين الصعداء، غير مدركين أنهم إستبدلوا ترامب بما هو العن. فقد تمكن بايدن من إدخال أوروبا في حرب إستنزاف مع روسيا. وكانت الخطة فرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا لتأكيد أن الشعب الروسي سوف ينقض على بوتن لعدم توفير الأمن المادي لهم، وبذلك يتم التخلص منه في الحكم، ومحاولة وضع حكومة موالية للغرب وأمريكا بدلاً من حكومة موالية لروسيا. ومن قبل ظهور ترامب على الساحة والعداء والترتيب لإسقاط بوتن من أمريكا يجري على قدمٍ وساق بإستخدام أوكرانيا كأداة لإثارته وتهديده وذلك بإفتعال إنقلاب – أو ثورة ملونة – ضد الرئيس الموالي لروسيا وإستبداله بآخر حتى جيء بزيلينسكي ، الممثل المغمور الذي أختير ليلعب دور الرئيس. وعندما إعترض بوتن على ذلك وقال أن هذا تهديد لأمن روسيا ، تم تجاهله تماماً لأن الخطة كانت فعلاً تهديد أمن روسيا. وما غرض أمريكا في إثارة القلاقل في أوروبا؟ هي هدم الكيان الروسي وتفتيته ليصبح لقمة صائغة لأمريكا وشركاتها التي تريد نهب مواردها الطبيعية المهولة. عندما إنتخب ترامب للمرة الأولى في ٢٠١٦ وبدأ ولايته في ٢٠١٧ كانت الخطط الأمريكية لتوريط روسيا في حرب مع أوكرانيا وإستنزافها حتى تنهار ، تنفذ بمراحلها الواحدة تلو الأخرى. ومجيء ترامب لم يوقف هذه الخطط لأنه كان رجل أعمال ولم يكن سياسياً من المطبخ السياسي ، فوقع في كل الشراك التي نصبت له من جهة الصقور ، وكانت سمة أعوام حكمة في الفترة الأولى تتسم بكم المشكلات الشخصية التي تورط فيها حتى أنه تم محاكمته مرتين في محاولات لإقصائه عن الحكم. وتم دس أكثر الصقور تطرفاً في حكومته ولذا أفسدوا كل محاولاته للإصلاح. وبالرغم من كل ذلك إلا أنه كانت له شعبية كبيرة مع الشعب الأمريكي وكان مرجح للفوز بالحكم لأربع سنوات أخرى ، لكن تم التلاعب بالإنتخابات في سنة ٢٠٢٠ وتم إنتخاب بايدن وليس ترامب. وثار وإتهم الحزب الديمقراطي بالغش وبسرقة الإنتخابات وبدأ يعمل على إيقاف النتيجة لكن الدولة العميقة كانت أقوى منه بكثير وتغلبت عليه وتم تنصيب بايدن. ولكن ترامب وعد أنه سوف يدخل الإنتخابات مرة أخرى في ٢٠٢٤ ليستعيد الرئاسة التي شعر أنها نهبت منه. وفي خلال الأربع سنوات من حكم بايدن عمل ترامب بجد شديد في محاربة كل القضايا التي رفعت ضد ، والكثير منها قضايا كيدية ، ولكنه وجد الوقت أيضاً أن يدرس ما كانت أخطائه في فترة رئاسته الأولى وكيف يمكن تفاديها. فحصن ترامب نفسه ببطانة صالحة من حوله يستشيرها ويعتمد على نصائحها في وقت الأربع سنين من حكم بايدن وأيضاً في ترتيبات حملته الإنتخابية عندما أعلن ترشحه للإنتخابات القادمة. وكان الإعلام المؤسسي يكمل في نهجه المعتاد من التقليل من شأن ترامب وتصويره في أقبح الصور كرجل سوقي ومتعصب ويقترب أكثر من شخصية كرتونية أكثر من كونه شخصًا حقيقيًا. ولكنه رجل قوي وعنيد وصبر الأربع أعوام وهو يستعد لإستعادة الرئاسة التي شعر أنها نهبت منه. وفعلاً أتي بمن يدير حملته الإنتخابية بمنتهى الذكاء والحكمة حتى وصل لمراده وتم الإعلان عن فوزه بالانتخابات في ٢٠٢٤. في هذه الأثناء وقبل أن يصل ترامب لذلك ، كانت إدارة بايدن قد تمكنت من توريط روسيا مع أوكرانيا في حرب شرسة ، لم تدرك روسيا كم الاستعدادات التي قام بها الناتو لتسليح وتدريب الجيش الاوكراني ، تحسباً لهذا اليوم. ووصل ترامب للرئاسة الثانية ليجد أمريكا متورطة في حربين وإقتصادها يتهاوى وليجد أوروبا أقرب للتدمير عن أي فترة منذ الحرب العالمية الثانية. فبفرض عقوبات إقتصادية كانت الأولي في حجمها ونوعها ، على روسيا لهدم إقتصادها وتأجيج شعبها ضد بوتن ، تمكن بايدن من تدمير الإقتصاد الأوروبي وجعله يعتمد إعتماداً كلياً على أمريكا لتوريد السلع الأساسية لها ، وخصوصاً بعد تفجير نوردستريم ١ و ٢. وصل ترامب للحكم ليجد أن المجتمع قد تم تغييره جذرياً بالآراء المتطرفة التي مارسها الحزب الديمقراطي على أنها السبيل الوحيد للحرية الشخصية التامة. فهدمت الأسرة وطبقت قوانين الشواذ جنسياً والذين أصبح لهم سطوة في المجتمع الحديث. وجد ترامب أن “اليقظة” wokeism قد حلت محل كل القوانين الالهية والطبيعية. ولذا كان انتخاب ترامب وفوزه الكاسح أكبر دليل على أن الشعب الأمريكي قد سئم من هذه “الحرية” المزيفة. ولكن أوروبا ، والرؤساء العولميين الأوروبيين ، تخوفوا من قدوم ترامب مرة أخرى لأنهم لم ينسوا أنه كان أول من إقترح الإنسحاب من الناتو ، وأول من إستخدم رفع الجمارك على الواردات لأمريكا من الخارج ، لحماية المنتج المحلي. لكن ذلك أثر سلباً على صادرات أوروبا لأمريكا وبالتالي على إقتصادها عموماً. وضرب التضخم أوروبا وبدأت الشعوب تتذمر حتى أنها أسقطت حكوماتها وطالبت بإنتخابات مبكرة جاءت بمن هم كانوا في المعارضة. فأطيح بعدة رؤساء في أواخر فترة ولاية بايدن ، كعلامة على تدهور الإقتصاد الغربي. ونجد أن الدور الآن على شولتز في المانيا حيث تفكك الإئتلاف الذي يكوّن حكومته وأعلن أن المانيا ستجري إنتخابات مبكرة في فبراير القادم وبالطبع لن ينتخب شولتز مره أخرى. وكل ذلك لأن هذه الحكومات أختارت الإلتزام بالخط العولمي في التعامل مع الظروف المحيطة بهم. ففضلوا قطع بعض التمويل عن مؤسسات خدمية للشعب الألماني ، كي يتم دفعها إلى إوكرانيا. أما ما يؤرق الكثير من الإوروبيين هو زيادة التوتر مع الصين التي يستهدفها ترامب لأنها المنافس القوي لسلع أمريكا وبالتالي لنفوذها في العالم. وهذا مؤشر غير مطمئن لنوعية الحكومة التي قد يختارها ترامب، خصوصاً بعد إختياره لإحدى الصقور لتكون ممثلة أمريكا لدى الأمم المتحدة. وهذا ما قد قاله بوتن أن تصرفات بايدن كانت متوقعة لكن يبدو أن تصرفات ترامب غير متوقعة وهذا يجعل التعامل معه أكثر صعوبة. وبذلك نرى أنه من المتوقع بعض التناحر بين رؤساء أوروبا وحلف الناتو نفسه. ومازال العالم ينتظر تشكيل ترامب لحكومته لمعرفة ما نوع السياسة التي سيمارسها في فترة حكمه القادمة. حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل شر ملحوظة: الصورة أسفل المقال من ولاية ترامب الأولى ولكنها مازالت معبرة عن علاقته مع أوروبا.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقائدها
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto