اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الأخبار

حل الدولتين لإنهاء الصراع

دوله فلسطين دوله عربيه مستقلة ذات سيادة
دوله فلسطين دوله عربيه مستقلة ذات سيادة
****حل الدولتين الخميس ١٩-٩-٢٠٢٤ حل الدولتين هو حل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وعن حل الدولة الواحدة، و يقوم هذا الحل على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان معًا، هما دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وهو ما أُقِرَّ في قرار مجلس الأمن ٢٤٢ بعد حرب ١٩٦٧ وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين التاريخية. “في فلسطين التاريخية اليوم، كيانان سياسيان. الأول تم إنشاؤه بعد حرب ١٩٤٨ وهو إسرائيل على ما نسبته ٧٨٪؜ من أرض فلسطين التاريخية، متجاوزا ما خصصته الأمم المتحدة للدولة العبرية في قرار تقسيم فلسطين عام ١٩٤٧. أما الكيان الآخر، فهو دولة فلسطين الذي لم ينل استقلاله الفعلي بعد، بسبب احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية منذ حرب ١٩٦٧ – تشكل مجتمعة النسبة المتبقية من فلسطين التاريخية وهي ٢٢٪؜ فقط. إلاّ أنه من الوجهة الدولية، تعتبر إسرائيل دولة معترف بها دوليا، أما دولة فلسطين فمن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ١٩٣ دولة، اعترفت ١٤٦ دولة من أصل ١٩٣ دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.” تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لطريقة حكم مختلطة، أجزاء منها لحكم ذاتي وأخرى تخضع للإحتلال الإسرائيلي. إنسحب الجيش الإسرائيلي من غزة في ٢٠٠٥ دون إتفاق لكن حركة حماس إنتخبت للحكم رغم إعتراض السلطة الفلسطينية. هناك إعتراف دولي أنها اراضي فلسطينية وأن إسرائيل محتله ولا اعتراف دولي بضم القدس الشرقية لإسرائيل. القرار ٢٤٢ لسنة ١٩٦٧ ينص على إقرار مبادي سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط “حيث ان مجلس الأمن إذ يعرب عن قلقه المتواصل بشان الوضع الخطر في الشرق الأوسط وإذ يؤكد عدم القبول بالاستيلاء علي اراض بواسطة الحرب. والحاجة إلي العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن وإذ يؤكد أيضاً أن جميع الدول الأعضاء بقبولها ميثاق الأمم المتحدة قد التزمت بالعمل وفقاً للمادة ٢ من الميثاق”. وقد اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على تبني نص قرار ٢٤٢ كأساس التسوية بينهما ضمن اتفاقيات أوسلو. السلطة الفلسطينية إعترفت بإسرائيل وقبلت حل الدولتين. حماس لم تعترف بإسرائيل وتطالب بتحرير كل أراضي فلسطين المحتلة. وهذا هو الإختلاف الجذري بين موقفهما والذي يجعل إسرائيل تتشبث بآنها لا تجد صوت واحد موحد لفلسطين للتفاوض معه والوصول للحل السلمي. وحقيقة الأمر أن إسرائيل كانت تشجع حماس في الخفاء للوقوف على هذا الموقف المتعنت وذلك ليكون لديها الحجة أن تستمر في المماطلة في المفاوضات وتستمر في إنشاء المستوطنات الغير شرعية لتصبح واقع على الأرض ، وتستمر في تطبيق الحلم الصهيوني بتكوين دولة يهودية من النيل للفرات، والتي تغيرت بعد ذلك إلى دولة من نهر الأردن ألى البحر المتوسط. ووجدت في حماس ، التي كانت تقوم بالكثير من أعمال العنف ضد الجنود والمدنيين ، من ضمنها موجات التفجيرات الإنتحارية في وسط المدن ، وجدت فيها الذريعة للقيام بتنفيذ هدفها الأصلى وهو الإبادة الجماعية للفلسطينيين. فبعد ٢٠٠٥ عندما قرر شارون أن إسرائيل ستسحب جنودها من قطاع غزة لآنهم كانوا يفقدون الكثير منهم لكمائن حماس ، وضعت الخطة للتخلص من الفلسطينيين في غزة بمحاولات مضنية وإغراءات مالية مهولة لمصر لإستضافتهم بشكل دائم في صحراء سيناء. ولكن مصر رفضت ذلك مراراً وتكراراً لأن ذلك سيعنى تسليم أرض فلسطين لإسرائيل على طبق من فضة وإنهاء القضية الفلسطينية. وبالرغم من إنحياز حماس للإخوان المسلمين الذين حاولوا الإستيلاء على حكم مصر حتى نجحوا بعد الثورة الملونة التي قامت بها أمريكا في مصر والدول العربية تحت ستار “الربيع العربي” حيث تخلصت من الحاكم ووضعت مكانه الموالين لأمريكا وهم الإخوان المسلمين. ولكن الشعب المصري عصي على الإذلال ، ولم يمر عام واحد وكان الشعب بكل فئاته في الشوارع يثور على الإخوان ، حتى هب الجيش ليساند الشعب واخيراً تخلصت مصر من حكم الإخوان. ولكن بدأت الفترة العصيبة جداً للشعب المصري من إرهاب الإخوان والعمليات الإرهابية التي اقترفوها ضد الشعب. وكانت حماس هي القوة المسلحة التي إستخدمها الإخوان في ذلك. لذا فالشعب المصري انقلب على الفلسطينيين الممثلين في حماس التي تحالفت مع الإخوان المسلمين الذين إنقلبوا على الشعب المصري الذي لفظ حكمهم لأنهم كانوا بصدد أن يبيعوا سيناء وحلايب وشلاتين ويفتتحها مصر ويستحلوا ثرواتها. في ٢٠١٨ قامت مصر بعملية عسكرية وشرطية لتطهير سيناء من “الإرهابيين” الذين كادوا أن يستوطنوا فيها. واستمرت العملية لمدة عام بالكامل حتى تمكنت مصر من تطهير أرض الفيروز وإعادتها للسلطة المصرية الشرعية. ومن ضمن ما قامت به هو إغلاق كل الأنفاق التي كانت حماس قد حفرتها بين غزة وسيناء لإيقاف كم تدفق الأسلحة والإرهابيين عبرها لمحاربة المصريين ، وكم التهريب للسلع المدعمة إلى غزة للتجارة فيها. وفي نفس السنة ، وقد يكون كرد فعل لما قامت به مصر من تحجيم حماس وتدخلها في الشأن الداخلى المصري ، قامت نوع من الثورة الداخلية في حماس نفسها حيث إنفصلت عن القيادات التي كانت قد إنتقلت للعيش في تركيا وقطر بعد أن زاد ثرائها جراء وظائفهم والأموال التي تمكنوا من جمعها. أنفصلت حماس ليس فقط من القيادة التي فضلت العيش في الخارج ، ولكن أيضاً أنفصلت عن الإخوان المسلمين وأعادوا صياغة أهدافهم وآنهم ينتمون ليس للإخوان والمسلمين بل للإسلام وأن شعارهم هو المسجد أالأقصى وأن هدفهم هو تحرير الارض الفلسطينية من العدو المحتل. ولذا زادت الفجوة بين حماس والسلطة الفلسطينية والتي كانت تتقارب مع قيادات حماس في قطر وتركيا. ولكن حماس التي إتخذت “كتائب القسام” كذراعها العسكري ، بدأت تخطط للحرب المرتقبة مع المحتل الصهيوني. ولم يعرف من هم قادتهم ولم تظهر أي أسماء إلا بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. ونصل اليوم للوضع الحالي ، والذي إنقلبت فيه كل الموازين العالمية. أصبح إسم حماس وفلسطين يدوي في كل العالم وأصبحت شعوب العالم كله تتعاطف مع هذا الشعب الذي خضع لأسوأ أنواع التعذيب والتنكيل والقتل في تعتيم تام من دول الغرب المسيطرة على الإعلام العالمي. وتحولت إسرائيل في خلال هذه العقود من الإحتلال الإستيطاني إلى وحش مفترس ينهش لحم فلسطين ويستولي على أراضيها بالقوة الجبرية وبتجاهل تام للقانون الدولي والقرارات الأممية ، لأنها كانت ومازالت مُساندة من القوة العالمية الوحيدة: أمريكا. التغير في موازين القوة العالمية جاء بشكل بطئ وهادئ حتى أن غالبية دول العالم لم تعي به إلا بعد أن بدأت حرب أوكرانيا وبدأت تظهر الأقطاب الأخرى المقابلة لما كانت القوة العالمية الوحيدة في العالم. ظهرت قوة وفائدة بريكس وبنك التنمية الجديد الصيني عندما قامت أمريكا والغرب بفرض العقوبات الإقتصادية على روسيا. فوجود بريكس وبنك التنمية الجديد أسعفوا إقتصاد روسيا الذي لم يتحطم من إخراجه من المنظومة الغربية ، لأنه وجد دولاً أخرى يتعامل معها بدلاً من الغرب ، ووجد بنك آخر ومنظومة أخرى يتعامل عبرها في بنك التنمية الجديد. أما بالنسبة للسياسة فبدأت دول العالم ، التي لا تنتمي للغرب ، تتكتل سياسياً مع بعضها البعض للوقوف أمام الهجمة الغربية الشرسة التي لم تستهدف روسيا فقط بل أي بلدٍ يتعامل معها أيضاً. وسميت كل هذه الدول بالعالم الجنوبي global south لتفريقها عن الغرب. وبدأ هذا التكتل يظهر بقوة في مساندة الصين والهند لروسيا وكذلك مساندة باقي دول العالم للموقف الروسي. وبعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وبعد أن بدأت أكاذيب وإفتراءات ووحشية إسرائيل تنكشف للعالم ، تحول العالم أجمع ضدها وضد الحكومات المساندة لها. حتى الشعوب الغربية إنقلبت على حكامها الذين ساندوا إسرائيل. وظهر ذلك في نتائج الإنتخابات في الكثير من البلاد الأوروبية حيث تم تغيير الأحزاب الحاكمة بأخرى لا تؤيد حرب أوكرانيا ولا تؤيد إسرائيل. حتى الإعلام المؤسسي وجد أنه غير قادر على التعتيم وفرض السرد المحابي لإسرائيل. وإفتضح أمر ليس إسرائيل فقط ، بل والموالين لها من السياسيين والتشريعيين في أمريكا وبريطانيا بالأخص. وبدأت إسرائيل تعاني في حربها على غزة. ففي أول الأمر حاولت الإيهام بأنها لها الحق الشرعي في “الدفاع عن النفس”. ولكن هذا هراء لأنها بلد تحتل بلد أخرى والبلد المحتل هو الذي لديه الحق الشرعي في المقاومة المسلحة. ثم بدأت في الإبادة الجماعية. فقامت جنوب إفريقيا برفع قضية في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تتهمها بذلك وتطلب من المحكمة الإسراع في محاولة إيقاف إسرائيل عما تقوم به قد يؤدي للإبادة الجماعية. وفعلاً أقرت المحكمة بأنه على إسرائيل إيقاف أي شئ قد يؤدي للإبادة الجماعية وعليها مراعاة الشعب الفلسطيني وعليها بتقديم تقرير بعد شهر بما قامت به. ولكن إسرائيل وأمريكا ، والغرب عموماً ممثل في الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو ، مازالوا جميعاً يعيشون في عهد القوة الواحدة ولم يدركوا أن العالم أجمع قد إنقلب عليهم ويراهم في أبشع اشكالهم بعد أن سقطت الأقنعة. وحتى لم يدركوا أن شعوبهم أيضاً يرونهم بنفس الصورة البشعة، خصوصاً بعد الصور المريعة لجثث الأطفال الفلسطينيين الممزقة ، ومن منهم قتلوا بدم بارد برصاصتين للرأس. وحشية الجيش الإسرائيلي في تعاملة للفلسطينيين في غزة إنعكست أيضاً في وحشية المستوطنين في تعاملهم مع فلسطيني الضفة الغربية. وبذلك نرى أن إسرائيل كلها ، جيشاً وأغلب شعبها ، قد تحولوا إلى العنف بشكل ممنهج وهمجي ضد الفلسطينيين حتى وصلوا إلى المطالبة بتقنين قتل كل فلسطيني يقبض عليه ويحتجز في السجن دون تهمة أو محاكمة وذلك لإفساح أماكن لحجز اخرين. هذا الوضع ليس بالشئ الغريب فهي حاله نفسية معروفة في الحروب. كلما زادت وحشية الجيش وإنتقلت العدوى للشعب ، كلما فقدت الإنسانية وأطيح بالقوانين وعمت الفوضى. وهذا تماماً ما يحدث الآن في إسرائيل. بدأ التفكك الداخلى حيث هناك إنشقاقات ليست في الحكومة فقط بل وأيضاً في الشغب. فهناك أهالي المختطفين يريدون إعادة ذويهم سالمين من الخطف ولكنهم يرون حكومتهم تقوم بكل ما يمكن لقتلهم. وهناك من المواطنين (الحريديم) الذين إنقلبوا على الحكومة التي أطاحت بالدستور لتقوم بتجنيدهم في الجيش بعد أن حماهم الدستور من ذلك لأنهم لا يؤمنون بشرعية إسرائيل أو بحربها. وهناك المستوطنين الذين تم تسليحهم من بن غفير وبدأو في الإستيلاء المسلح على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية. وهناك باقي الإسرائيليين الذين يريدون الإفراج عن الجنود الذين قاموا بتعذيب وإغتصاب الفلسطينيين في السجون ، على أنهم أبطال. فكما قال أحمد شوقي :”وإنما الأمم الأخـلاق ما بقيـت فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا”. وهذا تماماً ما يحدث لإسرائيل الآن. ولذا بدأ تطور جديد في هذه القضية. ومرة أخرى بدأت جنوب إفريقيا تقوده. كانت هناك أصوات كثيرة تنادي بحل الدولتين. إقامة دولة إسرائيلية وإقامة دولة فلسطينية. وعندما كان الظلام حالكاً وكانت أمريكا والغرب متسلطين على العالم ، رضخت السلطة الفلسطينية وقبلت بحل الدولتين مما يعني إستعادتها ل٢٢٪؜ فقط من أراضيها الأصلية. ومع ذلك ، حتى ذلك لم يتم. لأن وقتها كانت حماس ضد السلطة الفلسطينية ولا تعترف بإسرائيل. وجاء ذلك على هوى إسرائيل كي لا ينفذ حل الدولتين لأنها لا تريد دولة فلسطينية لأنها تطمح في الإستيلاء ليس فقط على باقي فلسطين ولكن على أكثر من ذلك بكثير. وفي تنفيذ هذه الخطة قامت ببناء أعداد كبيرة جداً من المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية كي تواجه العالم بأمر واقع. فمن يمكنه أن يطرد أناس عاشوا وولدوا على هذه الأرض وفي مستوطنات مليئة باليهود؟ وفعلاً زادت أعداد المستوطنات ، خصوصاً في الضفة الغربية ، حتى أصبحت الضفة عبارة عن أحياء متفرقة قليلة محاطة بمستوطنات إسرائيلية في كل مكان. واليوم عندما بدأ طرح حل الدولتين ، بدأت الأصوات تتعالى أن هذا الحل قد فات أوانه لأنه الآن توجد أعداداً كبيرة جداً من المستوطنين يعيشون في هذه الأماكن ولا يمكن إخراجهم من أراضيهم وبيوتهم. ولذا فلايمكن تطبيق حل الدولتين لأنه لا يمكن فك إشتباك الأحياء الفلسطينية من المستوطنات الإسرائيلية. وهذا أيضاً السبب الذي إستدعى نتنياهو أن يحاول البدء في بناء مستوطنات جديدة في غزة الآن. لأن الواقع على الأرض هو الأقوى وهو ما يملي الحقيقة الراسخة. ما فعلته هجمة حماس في ٧ أكتوبر كان بمثابة زلزال للحلم الصهيوني. فلم تكن حماس فقط هي التي هزت ثقة إسرائيل في حكومتها وفي جيشها ، بل قيام حزب الله بالمساندة بقصف الشمال الإسرائيلي الذي نتج عنه نزوح كل المستوطنين في شمال إسرائيل إلى تل أبيب ، بعد أن تم إخلاء المستوطنات المحيطة بغزة بعد هجمة ٧ أكتوبر ، لكن أكثر من ذلك بدأ الكثير من الإسرائيليين يشعرون بعدم الأمان في داخل إسرائيل ، ومن ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حتى اليوم هاجر ما يقرب من ٢ مليون إسرائيلي تاركين إسرائيل وعادوا لبلادهم الأصلية. ومع إستمرار القصف المركز الدائر الآن من حزب الله وكذلك من الحوثيين ومع الأسلحة المتطورة التي تسلموها وبدأوا يقصفوا بها الداخل الإسرائيلي ، مثل الصاروخ الهيبرسونيك الأسرع من الصوت والذي أصاب قاعدة حساسة جداً بها أسلحة نووية وأصيب عدد من الإسرائيليين لكن إسرائيل تعتم على ذلك. والجدير بالذكر أن اليستر كروك في حديثه هذا الإسبوع مع القاضي نابوليتانو أكد أن الضربة التي قام بها حزب الله إنتقاماً لإغتيال فؤاد شكر قد أصابت الهدف بالفعل وتم قتل ٢٢ وجرح ٧٤ في قاعدة الموساد الملحق بها كتيبة ٨٢٠٠ ، خارج تل أبيب ، والتي أصابتها المسيرات كما كان قد أفاد حسن نصرالله في خطابه بعد الهجمة وذلك بالرغم من التعتيم الإسرائيلي الكامل على هذه الهجمة ومع التهديد الإيراني كالسيف المسلط على رقبة إسرائيل ، بدأت الديموغرافيا الإسرائيلية تتغير. وهذا هو كابوس نتنياهو. أن يقل عدد الإسرائيليين بشكل يهدد تواجد الكيان. واليوم اخذت جنوب إفريقيا مرة أخرى الخطوة الجريئة في القضية الفلسطينية. فقد إقترحت أن حل الدولتين أصبح صعب التطبيق لما حدث من خلل في ديمغرافية البلد ويتشعب الإسرائيليين اليهود في داخل الأراضي الفلسطينية ولذا فلايمكن تقسيم الأراضي إلى دولتين. لكن يمكن العودة لحل آخر وهو حل الدولة الواحدة التي تتسع لكل الديانات والأعراق ولا تكون دولة دينية لكنها ترحب بكل الأديان خصوصاً لوجود القدس بها. مع الهجرة الجماعية للإسرائيليين خارج إسرائيل ، ومع الزيادة السكانية الكبيرة للفلسطينيين ، بالرغم من محاولات الإبادة الجماعية والتهجير القسري ، فغالبية السكان في هذه البلد الواحدة ستكون من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين. ومع ترحابهم بكل الديانات يمكن لليهود الذين إستوطنوا فيها ويريدون البقاء أن يخضعوا لحكم الأغلبية التي لن تحكم دولة دينية بل دولة يسود فيها القانون الوضعي الذي يسري بالتساوي على الجميع. ويبدو أن هذا الإقتراح من جنوب إفريقيا لاقي الترحاب من كل الأطراف عدى إسرائيل وبالتالي الغرب. إلا أن غالبية بلاد العالم قد بدأت ترى أن الكيان الصهيوني الحالي قد أصبح كيان مارق وخارج على القانون الدولي. وكما كان قد حدث في جنوب إفريقيا عندما كانت دولة عنصرية يحكمها الأقلية البيض ولا حقوق للأغلبية السود ، فعندما تم حل هذه الدولة لم يتم فصلها إلى دولتين ، بل أصبحت دولة واحده يحكمها الأغلبية من السكان الأصليين. وهذا ما تقترحه جنوب إفريقيا أن يطبق في حالة فلسطين. مع إنضمام الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية لهذا الاقتراح من جنوب إفريقيا ، قد بدأت حملة دبلوماسية قوية للإتجاه لهذا الحل لهذه القضية التي دامت أكثر من قرن من الزمان. لم يحدث ذلك بين ليلة وضحاها ، ولكن عندما نقارن الوضع اليوم بوضع فلسطين منذ ٢٠ سنة ، سنرى أن تغيير جذري قد طرأ على العالم كله أتاح إمكانية الوصول لمثل هذا الحل. أخر الأخبار أدرك نتنياهو أن الوقت ليس في صالحه فعقد مجلس حرب وإتخذ قرار الحرب على لبنان وأعلن أن من أهداف الحرب إعادة المستوطنين لمستوطناتهم في الشمال ولذا لابد من سيطرة الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان كي تصبح منطقة عازلة لحماية الشمال الإسرائيلي. وبدأ الحرب بعمل إرهابي كبير طال المدنيين والعسكريين بتفجير أجهزة البيجر المستخدمة بشكل واسع في كل من لبنان وسوريا. وكانت الإصابات كثيرة جداً ولم تقتصر على العسكريين حتى ان طفلة قتلت في هذه الهجمة الإرهابية. ومن المنتظر أن تبدأ إسرائيل هجومها على جنوب لبنان في أي وقت وتنتهز فرصة إختلال الاتصالات الداخلية لحزب الله ، لتتقدم وتتوغل داخل جنوب لبنان. وأخذت هذه الخطوة كما أفاد أحد الإسرائيليين ، قبل أكتشاف حزب الله للخطة المدبرة بالنسبة لتفجير البيجر. وهذا يعني أن إسرائيل ستبدأ الحرب الشاملة على لبنان في أي لحظة. كانت أمريكا قد صرحت من قبل أنها ستساعد إسرائيل على الدفاع عن نفسها ولكنها لن تتورط في الحرب معها ضد أي جهة تتورط إسرائيل في الإعتداء عليها. ولكن معروف أن مواقف أمريكا يتحكم فيها اللوبي الصهيوني وقد لا تلتزم بذلك. فاذا اعتدت إسرائيل على حزب الله وبدأت حرباً شاملة فلن تتمكن إسرائيل من مقاومة قوة حزب الله وفي هذه الحالة قد تتدخل أمريكا لمساعدتها. وبالرغم من وجود مؤشرات قوية تدل على أن الشعب الأمريكي يحبذ إيقاف توريد الأسلحة لإسرائيل ، إلا أن السياسيين المتخذين للقرار يخافون من اللوبي الصهيوني والمانحين أكثر من خوفهم من الشعب. ولذا ستكون الإنتخابات الرئاسية القادمة ساخنة جداً وسيظهر ما إذا كانت كلمة الشعب هي التي ستسود ام كلمة اللوبي الصهيوني. من المنتظر أن يرد حزب الله على هذا الإعتداء برد متماثل في قوته وحجمه وهذا ما يتكهنه سكوت ريتر في الرابط التالي. ولكن لم تكتفي إسرائيل بذلك فقط بل كانت هناك هجمة ثانية وهذه المرة على الراديو المحمول walkie-talkie حيث بدأت هذه الأجهزة تنفجر وتسبب إصابات وقتلى. وفي الرابط التالي نرى إنفجار أحدها أثناء تشييع جنازة بعض من أعضاء حزب الله الذين قتلوا في الهجمة الأولى. وقيل أيضاً ان حسن نصرالله سوف يلقي بكلمة يوم الخميس ولذا الجميع ينتظر ما سيقول. في حديث القاضي نابوليتانو من الكولونيل دوجلاس ماكجريجور سأله عن تقييمه لحال الجيش الأمريكي وهل يمكنه الدخول في مثل هذه الحرب مع إسرائيل ضد حزب الله. وكان رد ماكجريجور هو أنه لا يرى أن الجيش الامريكيه لديه العدد الكافي من الرجال أو من الأسلحة أو الذخيرة تسمح له بالتورط في حرب مباشرة مع أي قوة ما. وقارن الجيش الروسي الذي يحارب الآن ومنذ سنتين وكيف تمكنت روسيا من زيادة عدده وتدريب الإحتياطي أحسن تدريب وتزويد إنتاج الأسلحة والذخيرة بحيث يمكنها الإستمرار في الحرب لمدة طويلة. ومؤخراً أعلن بوتن إرتفاع عدد الجيش ليصل إلى مليون ونصف. ولكن أمريكا لا تملك ذلك. ولذا فكان البنتاجون هو الذي أشار لإسرائيل انه لن يتمكن من إبقاء أسطوله لمدة أطول في الشرق الأوسط ، وفعلاً سحبت حاملة الطائرات ثيودور روزفيلت. ويتكهن ماكجريجور أن ما فعلته إسرائيل من هجمة إرهابية على لبنان وسوريا إنما هي بداية الحرب الشاملة التي تريد الدخول فيها مع حزب الله وقبل أن تسحب أمريكا باقي أسطولها من الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أنه تم إتصالاً هاتفياً بين لويد أوستين وزير الدفاع الأمريكي وطواف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي بعد كل هذه الأحداث ، ولم يعلن عن فحواها. العالم الآن في إنتظار إندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله وينتظر رد فعل أمريكا لأن هذا هو مربط الفرس. لو دخلت أمريكا في الحرب بجانب إسرائيل ، ستشعر إيران أن عليها مساندة حزب الله والرد على إسرائيل لإهانة إغتيال هنية في طهران. وبذلك ستشتعل المنطقة بالكامل ويسهل جداً تطور الوضع إلى حرب عالمية. فهل تمكنت أمريكا عبر البنتاجون ووزير الدفاع من تلجيم إسرائيل بعدم القيام بالهجوم على لبنان الآن؟ هذا هو ما سيظهر في خلال الأيام القليلة القادمة. حفظ الله العالم من الأشرار ومن ويلات الحروب
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto