«العودة من الموت» للشيخ أبو النور تجديد لمفهوم الموت
اليوم الاخباريبقلم: حسن النائب
«العودة من الموت».. بالفعل يستحق الكاتب والمفكر فضيلة الشيخ محمد أبو النور التوقف عنده والتأمل فيما لديه من محصلة قوية تشمل أدبيات التصوف ولغة الأديب.
حيث يقدم لنا الشيخ محمد أبو النور فكرا جديدا غير مسبوق فى كتاباته التى تشمل الرواية والشعر والتصوف.
ويعد هذا العمل الذى بين أيدينا وهو «كتاب العودة من الموت»، والذي أصدرته له دار المعارف من أعظم ما قدمه للبشرية كأفضل فكرة عن الموت.
إن الموت هو الأمر المفزع والمخيف لدى كل البشر من مختلف الأجناس والملل.
وربما يرجع ذلك لرجال الدين ولا أبالغ إن قلت كل الأديان، حيث يقدمون الموت للناس على أنه ألم نزع الروح وبعده الفناء أو التعرض لعذاب القبر ونعيمه.
ولكن الشيخ محمد أبو النور قدم لنا مفهوما جديدا عن الموت، وهو انه مرحلة من مراحل الطبيعة الإنسانية مثله مثل الولادة والعمل والزواج وأنه ليس فناء، بل بقاء واستمرار للروح وتواصل غير منقطع بعالم الأحياء وسكان البرزخ.
ويستدل على ذلك بأدلة مقنعة من المعقول والمنقول.
والشيء العجيب فى الكتاب أنه يحدث القاريء بلغة التخاطر عن الاسئلة، والتى تدور فى داخله فى نفس الوقت.
وهذا ما أكده كل من يقرأ كتاب العودة من الموت للشيخ محمد أبو النور.
ويعد كتاب العودة من الموت من أكثر الكتب إقبالا فى معرض الكتاب بل لقد نفذت طبعته فى وقت وجيز، حيث تصدر أعلى نسبة مبيعات فى دار المعارف.
ويأتي هذا من سر العنوان الذى جذب الجميع إليه والسؤال الأول الذى يخطر على البال، وهو هل هناك حياة بعد الموت؟!، وقصص العائدون من الموت.
وقد تكلم فضيلة الشيخ محمد أبو النور عن الحياة الدائمة وأدخل فى كل قلب معانى سامية عن الروح والبرزخ والوجود الأبدى الذى يتمناه الجميع.
وبمجرد أن تنتهى من قراءة الكتاب ستشعر أنك فارقت الحياة وعدت إليها، ولكن بلا يأس ولا حزن، لأن الكاتب يريد أن يذكرك بكل ما حدث معك منذ لحظة إيجادك، وذلك قبل ميلادك حين سمعنا النداء «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ».
وتلك الفترة ماذا حدث فيها بمن إلتقيت ومع من كنت تقف وما شعورك فى ذلك الوقت وهل إلتقيت بأبيك وأصدقاءك.
أسئلة كثيرة سوف تدور فى بالك وكل ذلك بوجود العناية الإلهية معك حتى تنتقل إلى ظهر أبيك ويتم لك الاستقرار المؤقت فى بطن أمك.
ثم تأتى إلى الدنيا وتعيش الطفولة ومازالت عناية الله معك وتنتقل إلى طور الشباب وطور الرجولة حتى العجز والمشيب وتدخل إلى عالم البرزخ بعد الموت.
وهنا يصف الكاتب حياة البرزخ والنياشين الإلهية التى يمنحها الله لأرواح المؤمنين والصالحين ونصيب كل واحد سواء مؤمن أو كافر ومكانك حتى قيام القيامة ورسالة الكاتب إلى الملحد الذى ينكر وجود الله والروح والحياة بعد الموت.
وأيضا تجارب العودة من الموت التى ذكرها الكاتب والإثبات العقلى والعلمى بوجود الروح والحياة بعد الموت حتى تتيقن ذلك.
وهنا سوف تستطيع الإجابة على سؤال الكاتب «هل أنت سعيد أم شقى؟!».